اللوحة للفنان زهرة المتروك
كسؤال منسي
النار المتروكة في الغابة
تنطفئ على مهل
**
تَلَعْثُمُ الحبر
في حضرة البياض
أخطاؤنا الإملائية
**
الكتب ..
التي تبقى على الطاولة
تشبه الأصدقاء
المتاخمين للروح
**
التبغ المتراكم في المطفأة
بقايا حريق قلب
لا يجيد الالتفات
**
في الليل ..
أنسى قسوة النهار
مثلما أنسى في الصباح
تفاصيل الكابوس
**
كخصر يلتهم الموسيقى
تهتز الستارة
في نسيم بارد
**
كالضباب
في الطرق الريفية
كالأغنية في فم الطفل،
كالفراشة في زحام المحطة
كقبلة الوداع في المطار،
كالاعتذار ..
كثيرا ما يتعثر الجمال
***
لا شيء يشبه الله
كطفل يصلي في الخلاء
أو رعشة الأيادي لحظة التصالح
لا شيء كالله
سوى دمعة تلمع في العين لحظة الوداع
**
كساحر حقيقي
وبرشاقة الظلال
يُقطِّع الطباخ المحترف
أصناف الخضار
وهو يحدث المشاهدين
عن مهنة صيد النكهات
من حقول العالم
**
كإله متقاعد
يقيس أبعاد الجسد
ويفض الخيّاطُ
بآلته القديمة
مضجعَ الألوان
الغافيةِ في القماش
**
الدلاء
الهابطة
الصاعدة
لا تجلب الماء فقط
لكنها تعلمنا
كيف نحدق في السماء
تحت أقدامنا
**
خفة يد السارق
ثقيلة على أرواحنا
كثافة يد الجلاد
خفيفة على أوراقنا
**
اللصوص الرشيقون
ليسوا مجرد كسالى
لكنهم يراكمون فناً
خارج القانون
**
بائعة الهوى الليبية
لا تقف شبه عارية على الرصيف
لا تمضع العلكة في زاوية البار المعتمة
.. ..
بغطاء كامل على الجسد
وبعينين جاسرتين
تثقبان الخمار الأسود
تعلن عن وطن اللذة في الظلام
** **
في أفريقيا السوداء
حين فتك صيادو العاج
بآلاف الأفيال
وُلِد جيل من الإناث
دون أنياب
**
يتحور الجسد
كي يقاوم الزوال
تنبطح الروح
كي تراوغ الرصاص
**
بصور الضفادع
سرد رسام ياباني
تاريخ الثورة الفرنسية
...
هل كان ساخراً
أم مفرطاً في تفاؤله ؟
...
أم كان يرسم
طريق المقصلة
بماء الزغاريد
**
تنزهوا قرب الجدران القديمة
اجمعوا من المال ما يكفي لغبطتكم
عاملوا النساء كآلهات
أيقظوا أصابع الحدس في كل عتمة
....
وصيتي لأبنائي
قبل أن يولدوا
**
معتكف للشاعر
حنين الطفل إلى مستقبله
معتكف للشاعر
حنين الكهل إلى ألعابه
معتكف للشاعر
الذاكرة التي تمحو
معتكف للشاعر
النسيان الذي يصحو
**
هناك
قرب المعبد المهجور
أتدرب يومياً
على عبادة نفسي
**
يرسم الطفل
على القماش أرجوحة فاتنة
تذوب اللوحة
حين يغسل يديه
**
يقلمون الشجر العتيق
في الميدان العام
ينزعون على السطوح
ريش الحمام
فتعتم الأرض ،
وتعتم السماء .
**
الرسام العراقي
الذي قضى في قصف على البصرة
ترك على جداري
لوحة مائية :
لوجه دون ملامح
يتلاشى في مدى صحراوي مكفهر
مطرزٍ بمقطع شعري للسياب :
" أما حملت إليك الريح
عبر سكينة الليل
بكاء حفيدتيك
من الطوى
يعلو من السهل "
** **
حين تتلاشى المسافة
بين اللسان والأذن
نغنم لوحة
لا تثير سوى ..
الغرائز
**
تتفتق الفكرة
تنمو الأسئلة
يتناسل الشك
تزدهر الحضارات
في تلك المسافة
بين اللسان والأذن
**
حين يُقطع النور فجأة
دع حدسك يضيء المكان
**
حين يتكرر المشهد الغامض
تلمس سر التجربة
في ذاكرة الروح العميقة
**
حين يهدد العطن
أوهامك الملهمة
جرب مع الضحك
قليلا من العناد
**
المتع المسروقة
من غفلة الآخرين
ملهمة ...
كبقايا السكر
حول فم طفل
**
قرب دكان الأكفان
صيدلية ...
تبيع مسكنات الألم
ومقويات الخصوبة
....
قرب كآبتي
مذياع
يفتر عن موسيقى ساحرة
***
أشار صديقي
إلى مبنى الأمن المغلق على أسراره
وقال بمرح غابر:
هنا كان ملعب للتنس
وبار صغير
**
أشار إلى الوادي
الذي يقسم المدينة :
هنا كان جسر حجري قديم
ينقل عربات العرائس
من ضفة إلى ضفة
**
أشار إلى رجل في الشارع
يحدث نفسه :
هنا كان أب لطفلين
عاد من الحرب الخاسرة
بجرح في الروح
**
أشار إلى صدره :
هنا كان ثمة ما يتأهب
كشجر اللوز
للإزهار
**
أشار إلى
هيكل دراجة صغيرة :
هنا كان حلم ..
لم ير أباه
ولا الجسر القديم
ولا ملعب التنس
ولا زهرة القلب
أبداً ....
**
كان يكفيه خمس دقائق
ليولد على يد القابلة
وخمسة أيام
على درج السجل المدني
ليحصل على شهادة ميلاده.
**
علي صدقي عبد القادر
شاعر ليبي
ولا حتى مصادفة
لم يلتق باليأس
في حياته
**
الجيلاني طريبشان
شاعر ليبي
ولا بمحض الصدفة
لم يلتق بالأمل
في حياته
**** *
مازلتُ
أفتش عن غزالة تركض
في وطن يمتد
كسيرة نبي
بين أقصى اليأس
وأقصى الأمل
******