الخميس، 4 يونيو 2009

من أول السطر

(اللوحة للفنانة اللبنانية دلال حسن)





تتسع الحياة لكل شئ
للآثام ..
وللأعمال التي نعتقد أنها صالحة
كثيراً ما اندم على ما لا أفعله
انتشي برياء امرأة تدعي حبي
ـ زهور اللدائن لا تخلو من البهجة ـ
أو امرأة تلتقيني ..
لتثأر من خيانة حبيبها
الخيانة نزعة إنسانية
الكلاب لا تفعل ذلك ،
وأيضاً الأبواب
لا أكره أحداً
ولا أحب إلا من أحب
ليست الأمور شائكة لهذا الحد
والفئران لا تخلو من خفة ظل .
الروح يمكنها أن تتألق
في الصلاة
أو البار
أو عند المضاجعة
لا شئ يدعونا لأن نفكر ملياً ..
في أمور تقترحها الغر ائز

الزهد وجه آخر للترف ..
لا بأس من شرب الماء في آنية من الذهب
أو براحة الكف من جدول رقراق
أوه .. مفردة رقراق مبتذلة
لكن من حقها أن تبقى
نقر المطر على الصفيح ، أحبه
وأنا أتدثر امرأة دافئة
موسيقى مودزار عندما أكون وحيداً
نباح الكلاب حين أكون في انتظار حبيبتي
صوت يفون الماء بعد قضاء الحاجة
الضحك أيضاً عندما أُهزم
أحتاج أحياناً لمن يشتمني
ولا أنكر لذة إطراء لا أستحقه
أو اصطدام مقصود بامرأة على الرصيف
تتسع الحياة لأي شئ
الزهور ، القمامة ، الأولياء ، العاهرات
الأبطال ، الذباب ، الأطباء ……
ليس ثمة إلى آخره
وليس ثمة امرأة قبيحة
ولا أنثى لا يمكنها أن تهز السرير
لا شئ يدعونا للتورط في لعبة القيم
أو بيانات الخلاق المبوبة
كل ذلك من اختراع اللغة
أما الحياة فهي حياة
مساحة للخطاء والنزوات ،
للدناءة والنبل والسخرية
حين أؤمن بلحظات الضعف
وبجمال النفس الأمّارة
يمكنني أن أتجاور ،
و أن أحترم ما يزعجني في الآخرين
يمكنني أيضاً ..
أن أصافح رجلاً سرق مني صديقتي ،
أو أتأمل بعوضةً على ساعدي ،
وأتركها تطير
لا شئ يستحق الندم
فكل ما نفعله يُضاف إلينا
وكل ما نراه حولنا هويتنا
العري لحظة سؤال
والمكياج كذب أنيق
الحجاب عتمة تضيء الجسد
والموت ..
نقطة ومن اول السطر
تتسع الحياة لكل شئ
للآثام ..
وللأعمال التي ..
…………

هناك تعليقان (2):

فريحة صالح يقول...

لاشيئ ..لاشيئ ..لاأعرف ..كنت بالأمس اكتب ..اليوم لا شيئ..تصطاد كل شيئ..قناااااااص

عبدالمنصف الحصادي يقول...

الأستاذ – سالم العوكلي ..
تحية لك ومودة ,,

- من أول السطر- لم أستطع كبح جماح شهوة الحديث الذي قد يتسع له صدرك على اعتبار أن بضاعتك غير صالحة للتداول في مجتمع أذنه هي موسوعته الثقافية وعقله في غيبة تامة فمصافحتك على الرغم من اختلاف وشائج الفكر ومدارسه التي ننتعلها ونلتقي على أبوابها لنفترق عند ارتياد فصولها غاية في الصعوبة .. إلا أنني لا أكترث لذلك وما يزعجني تفسير استخدام مفردة الجسد وكأنك تؤسس لبناء تتسرب أركانه عبر مساحة نصوصك التي تتماهى في محاكاة اليومي - هذا اتهام مباشر- ولعلي لا أخفي سراً إذا قلت " كلنا في الهم شرقُ ".. على أني لا أروم فكرا أوشعراً تراوده شيزوفرينيا الفضيلة التي تجلد في الخفاء من ذويها وتستتر بالنبل والأخلاق ومثالية تسقط عند هبوط ستر الظلام .. ولا لمن تستدرجه غوايات أخري تحت جناحها فيستقى منها ما شاءوا له .

يعنيني ولادة أي نص يأتي شكله عفويا وتقتضيه حالته ولا تحضره بالضرورة قيم ومثل تُصب في قالبه .. ولا يهمني حتى لو تجاوز المألوف وخلت ثناياه من نوايا حسنه فقد تقطع هذه العلائق مشيمة حالة الانفلات الذهني التي يعيشها الشاعر في حينها .. المهم أن يتجلى النص بما يثير غريزة التساؤل ويحرك بركة وعي أسنة ويتضح لعيون حجبت رؤيتها واستنفذت بصيرتها أحكام مسبقة وفتاوى بحرمة ولادته وهنا يكون حديث أخر .

أما لو كان على شاكلة بحور الخليل وقافية وعمود الملك الظليل سيكون إبداعا تجد للحنه وهناته لحنا يصدح به صوتا لا تحرمه فتاوى معلبه ... لحظة .. جنحت بعيداً عما رمت .. لا أريد بهذا بحثا عن مسارب ضوءٍ تدلني على الطريق اليك بقدر ماهي حبات قمح تجرني لشرك البحث عن تناص غايتة التنافر معك في أخر السطر !! .
ودمت ..

عبدالمنصف الحصادي