الأحد، 2 نوفمبر 2014

الليل
هو الذي كانت تصنعه أمي
حين تُخفت ضوء الفنار ..

والصباح
هو الذي تجلبه أمي
حين تُشرع النافذة
لتوقظني
***
شمسي :
تلك التي كانت
تشرق من فوق تلة
خبأتُ فيها ألعابي .
قمري
هو مطر الضوء الخفيف
الذي كان
يبلل وسادتي
***
الأرض كلها
هي حبات التراب
التي تعلق بجبين أبي
حين يصلي .
***
وحدائق العالم
حيث حطت فراشة
على مرأى من غبطتي

* من ديوان: برق الليل 
* اللوحة للفنان : عمر جهان 

السبت، 9 نوفمبر 2013

درويش
سالم العوكلي




هيوستن
التاسع من أغسطس 
الشارع ما بعد السماء السابعة 
تأوهتْ غزالةٌ خلف سياج الحديقة ، 
وهوى نجمٌ .. 
كم تتبع في السفح الحجري منابعَ المحار ، 
وكم ، في الدم المتغلغل في الحصى،
فتَّشَ عن يرقات البنفسج
  
كان الطفل محروساً بفوضى الألعاب حول تأمله 
يقطف السنونو خصلةً من فوق جبينه 
ليبني على كتف القلعة عُشَّ القصيدة
كلَّ صبح كانْ 
يشرب قهوته المرة 
يرتدي بدلته .. 
وربطة العنق الوارفة ،
ويمضي إلى دوام القصيدة ..
يتوارى خلف محنته ..
كلما اشتد الضوء على عينيه.
عابراً زرقة المدى في جواز السفر
مرَّ بسرير الغريبة متَّقِدَ الوترِ
ومثيراً في كل طريق بحري غبار الأغاني ..

يؤنسن الحجرَ
ورائحةَ القهوة
والعدوَّ
يؤنسن فحم الرغيف ، وساقَ العابرة
ويمضي بجرح الحقيبة وسط أدغال الزغاريد
لا تنادوا خلف موكبه الملكي ..
هو لا يلتفت ،
وكالأسماك لا يتقهقر
درويشْ لا يلتفتْ
إلا ليرمق في المحطة ندى الحزن
في هدب الحبيبة .
ينتخب الملح وطناً لتربية الأمل
وينطوي في "إناء الموز" ..
منتظراً وحيه الأخير
يا لَهول الدعاء الهابط إلى أذن التراب
يا لَخفة الوحي الصاعد إلى غار السماء
كم تمنى أشياءه البسيطةَ
وكم توسل في عتمة المقاهي
ضحكةً لا يتفرس فيها الخوف ،
كم تمنى أن تمشي أوراقه
في خريف الماء دون عكاز ..

كلما اعترض نظارته جنديٌّ
افترض الأمر مفارقة ..
كلما زمجر خلف طهره زنادٌ
اعتبر الحياة محض مصادفة ،
وكلما تدلى من غموضه تأويل
كلُّ تأويلٍ، في تأويله، صدى
...  ...  .... ...
هذا المساء ثمة جرح ينبض في حقول الحبر
وحمامةٌ تضيع بوصلتُها
على سطوح الكرمل ..
في القدس يتصدع حجرٌ
مرًّ على عشبه ظلُّ الاستعارة
تتنهد عربة الخضار،
وتنقشع عن نافذة الروح مزنة رقيقة
هذا المساء
أحتاج إلى بار
أقيم فيه طقس الحزن النبيل
أحتاج إلى روحٍ أوسعَ
كي احتمل نزيفَ الزنبقِ
هذا المساءْ

لستُ واثقاً من الخبر
فكم راوغ الشاعر موته بالغناء خارج الزمن
وكم تخطى قبره
بجسد لا تقهره الأمكنةُ
مراراً تسلل الموت من بابه الموارب
حدَّق في جثته النائمة
وعاد معتذراً
الموت بكل مهابته
لا يقوى على دمعة تتكور فوق السرير

ليس الظلام من عاداته
ولا شكوى الضحية
ليس الانتظار من عاداته
إلا حين يكون جرس العشيقة عيدَهُ الوشيك.
كلما غام المجازُ
أضاء عتمته
"بصهيل الجنس في ساقيها"
وكلما تجهم السياقُ
رمى فيه نرْدَ السخرية .
.... ....  ..
من قريته الغاربة
رحل بنار الصبح إلى صقيع المنافي ،
من ورم التاريخ
مشى بالمقاومة إلى ذاكرة الغريزة ،
من ورق الخريطة
فرَّ بالوطن إلى مسقط المعنى،
من كهف الوراثة
زاغ بالهوية إلى حفلة الذات بكونها ..
يحن إلى خبز أمه
حين "قد يكون التقدم جسر العودة إلى البربرية"
هذا الولد الناعم شرِسُ الحنين
فلا تقتربوا من ألعابه
هذا المتوحد الكثير
لا توقظوه
يتجمع الآن نحلُ القرى في غفوته
... ... .
ليس الموت من عاداته
فاجعلوا من نعشه
أرجوحة طفل لم يلدْه .



درويش
سالم العوكلي




هيوستن
التاسع من أغسطس 
الشارع ما بعد السماء السابعة 
تأوهتْ غزالةٌ خلف سياج الحديقة ، 
وهوى نجمٌ .. 
كم تتبع في السفح الحجري منابعَ المحار ، 
وكم ، في الدم المتغلغل في الحصى،
فتَّشَ عن يرقات البنفسج
  
كان الطفل محروساً بفوضى الألعاب حول تأمله 
يقطف السنونو خصلةً من فوق جبينه 
ليبني على كتف القلعة عُشَّ القصيدة
كلَّ صبح كانْ 
يشرب قهوته المرة 
يرتدي بدلته .. 
وربطة العنق الوارفة ،
ويمضي إلى دوام القصيدة ..
يتوارى خلف محنته ..
كلما اشتد الضوء على عينيه.
عابراً زرقة المدى في جواز السفر
مرَّ بسرير الغريبة متَّقِدَ الوترِ
ومثيراً في كل طريق بحري غبار الأغاني ..

يؤنسن الحجرَ
ورائحةَ القهوة
والعدوَّ
يؤنسن فحم الرغيف ، وساقَ العابرة
ويمضي بجرح الحقيبة وسط أدغال الزغاريد
لا تنادوا خلف موكبه الملكي ..
هو لا يلتفت ،
وكالأسماك لا يتقهقر
درويشْ لا يلتفتْ
إلا ليرمق في المحطة ندى الحزن
في هدب الحبيبة .
ينتخب الملح وطناً لتربية الأمل
وينطوي في "إناء الموز" ..
منتظراً وحيه الأخير
يا لَهول الدعاء الهابط إلى أذن التراب
يا لَخفة الوحي الصاعد إلى غار السماء
كم تمنى أشياءه البسيطةَ
وكم توسل في عتمة المقاهي
ضحكةً لا يتفرس فيها الخوف ،
كم تمنى أن تمشي أوراقه
في خريف الماء دون عكاز ..

كلما اعترض نظارته جنديٌّ
افترض الأمر مفارقة ..
كلما زمجر خلف طهره زنادٌ
اعتبر الحياة محض مصادفة ،
وكلما تدلى من غموضه تأويل
كلُّ تأويلٍ، في تأويله، صدى
...  ...  .... ...
هذا المساء ثمة جرح ينبض في حقول الحبر
وحمامةٌ تضيع بوصلتُها
على سطوح الكرمل ..
في القدس يتصدع حجرٌ
مرًّ على عشبه ظلُّ الاستعارة
تتنهد عربة الخضار،
وتنقشع عن نافذة الروح مزنة رقيقة
هذا المساء
أحتاج إلى بار
أقيم فيه طقس الحزن النبيل
أحتاج إلى روحٍ أوسعَ
كي احتمل نزيفَ الزنبقِ
هذا المساءْ

لستُ واثقاً من الخبر
فكم راوغ الشاعر موته بالغناء خارج الزمن
وكم تخطى قبره
بجسد لا تقهره الأمكنةُ
مراراً تسلل الموت من بابه الموارب
حدَّق في جثته النائمة
وعاد معتذراً
الموت بكل مهابته
لا يقوى على دمعة تتكور فوق السرير

ليس الظلام من عاداته
ولا شكوى الضحية
ليس الانتظار من عاداته
إلا حين يكون جرس العشيقة عيدَهُ الوشيك.
كلما غام المجازُ
أضاء عتمته
"بصهيل الجنس في ساقيها"
وكلما تجهم السياقُ
رمى فيه نرْدَ السخرية .
.... ....  ..
من قريته الغاربة
رحل بنار الصبح إلى صقيع المنافي ،
من ورم التاريخ
مشى بالمقاومة إلى ذاكرة الغريزة ،
من ورق الخريطة
فرَّ بالوطن إلى مسقط المعنى،
من كهف الوراثة
زاغ بالهوية إلى حفلة الذات بكونها ..
يحن إلى خبز أمه
حين "قد يكون التقدم جسر العودة إلى البربرية"
هذا الولد الناعم شرِسُ الحنين
فلا تقتربوا من ألعابه
هذا المتوحد الكثير
لا توقظوه
يتجمع الآن نحلُ القرى في غفوته
... ... .
ليس الموت من عاداته
فاجعلوا من نعشه
أرجوحة طفل لم يلدْه .



درويش
سالم العوكلي




هيوستن
التاسع من أغسطس 
الشارع ما بعد السماء السابعة 
تأوهتْ غزالةٌ خلف سياج الحديقة ، 
وهوى نجمٌ .. 
كم تتبع في السفح الحجري منابعَ المحار ، 
وكم ، في الدم المتغلغل في الحصى،
فتَّشَ عن يرقات البنفسج
  
كان الطفل محروساً بفوضى الألعاب حول تأمله 
يقطف السنونو خصلةً من فوق جبينه 
ليبني على كتف القلعة عُشَّ القصيدة
كلَّ صبح كانْ 
يشرب قهوته المرة 
يرتدي بدلته .. 
وربطة العنق الوارفة ،
ويمضي إلى دوام القصيدة ..
يتوارى خلف محنته ..
كلما اشتد الضوء على عينيه.
عابراً زرقة المدى في جواز السفر
مرَّ بسرير الغريبة متَّقِدَ الوترِ
ومثيراً في كل طريق بحري غبار الأغاني ..

يؤنسن الحجرَ
ورائحةَ القهوة
والعدوَّ
يؤنسن فحم الرغيف ، وساقَ العابرة
ويمضي بجرح الحقيبة وسط أدغال الزغاريد
لا تنادوا خلف موكبه الملكي ..
هو لا يلتفت ،
وكالأسماك لا يتقهقر
درويشْ لا يلتفتْ
إلا ليرمق في المحطة ندى الحزن
في هدب الحبيبة .
ينتخب الملح وطناً لتربية الأمل
وينطوي في "إناء الموز" ..
منتظراً وحيه الأخير
يا لَهول الدعاء الهابط إلى أذن التراب
يا لَخفة الوحي الصاعد إلى غار السماء
كم تمنى أشياءه البسيطةَ
وكم توسل في عتمة المقاهي
ضحكةً لا يتفرس فيها الخوف ،
كم تمنى أن تمشي أوراقه
في خريف الماء دون عكاز ..

كلما اعترض نظارته جنديٌّ
افترض الأمر مفارقة ..
كلما زمجر خلف طهره زنادٌ
اعتبر الحياة محض مصادفة ،
وكلما تدلى من غموضه تأويل
كلُّ تأويلٍ، في تأويله، صدى
...  ...  .... ...
هذا المساء ثمة جرح ينبض في حقول الحبر
وحمامةٌ تضيع بوصلتُها
على سطوح الكرمل ..
في القدس يتصدع حجرٌ
مرًّ على عشبه ظلُّ الاستعارة
تتنهد عربة الخضار،
وتنقشع عن نافذة الروح مزنة رقيقة
هذا المساء
أحتاج إلى بار
أقيم فيه طقس الحزن النبيل
أحتاج إلى روحٍ أوسعَ
كي احتمل نزيفَ الزنبقِ
هذا المساءْ

لستُ واثقاً من الخبر
فكم راوغ الشاعر موته بالغناء خارج الزمن
وكم تخطى قبره
بجسد لا تقهره الأمكنةُ
مراراً تسلل الموت من بابه الموارب
حدَّق في جثته النائمة
وعاد معتذراً
الموت بكل مهابته
لا يقوى على دمعة تتكور فوق السرير

ليس الظلام من عاداته
ولا شكوى الضحية
ليس الانتظار من عاداته
إلا حين يكون جرس العشيقة عيدَهُ الوشيك.
كلما غام المجازُ
أضاء عتمته
"بصهيل الجنس في ساقيها"
وكلما تجهم السياقُ
رمى فيه نرْدَ السخرية .
.... ....  ..
من قريته الغاربة
رحل بنار الصبح إلى صقيع المنافي ،
من ورم التاريخ
مشى بالمقاومة إلى ذاكرة الغريزة ،
من ورق الخريطة
فرَّ بالوطن إلى مسقط المعنى،
من كهف الوراثة
زاغ بالهوية إلى حفلة الذات بكونها ..
يحن إلى خبز أمه
حين "قد يكون التقدم جسر العودة إلى البربرية"
هذا الولد الناعم شرِسُ الحنين
فلا تقتربوا من ألعابه
هذا المتوحد الكثير
لا توقظوه
يتجمع الآن نحلُ القرى في غفوته
... ... .
ليس الموت من عاداته
فاجعلوا من نعشه
أرجوحة طفل لم يلدْه .