صخب أبكم أو ماذا بيننا ؟
ظهري .. للعيون
الناكثةِ بنورها
ترابٌ لا ظلَّ منه
صخبُ لا صوتَ فيه
ومتاريسُ على عتبات البيوت.
تُهتُ ما يكفي ..
في مكاحل الليل
ووهبتُ فمي لرحيق العلكة
حتى انطفأ الكلام .
شَهْدٌ في خلايا الصمت لكنَّ ..
الصوتَ ظُفرُ اللسانِ ..
بوحُ الكائنِ بضوئه القاطن ..
قصباً تبرجت فيه الريح موالْ .
أنا ..
الناثر في دبيب الحبر روحي
لا أقوى ..
على هز غربال أعمى
ظهري لارتجاف البنادير ..
بين أرداف السكارى
صخب لا صوتَ فيه ..
ماءٌ تثاءب على مقعد الخشب.
عرقُ الغيم ملهمٌ ،
ندى الصفيحِ ،
جرسٌ أبكمْ ..
يتأرجح في سرير دون طفل .
كيف ألعب ،
واللغة يخسفها ضَنْكُ الخيالِ ؟
كيف أعبر إلى الشرفة المقابلة ،
واللسانُ دون ظُفرٍ ..
يتنزه في غسق الإناث ؟
علكةٌ دون سُكَّرِها ..
معضوضةٌ على الرصيفِ ،
أزهار تنزف ألوانها على القبور
أيقظيني حبيبتي
أينعي قهوة الصباح ..
على مرج يديك
حضري ..
مطرَ الدشِ النحيلَ ، وباعدي
بيني وبين دم البعوض على الجدارْ
باعدي
بين الشمس ،
وزبدة الليل الحميم
برمجي الحذاء ..
إلى دروبٍ لا تفضي ،
وانثري العطر تحت أقراطك
صوِّبي ريموتَ بهجتك
إلى كل خبرٍ حزينْ ،
سأنبح وحدي ..
كلَّ عابرٍ قربَ وسادتنا ،
سأُفلِّي حليبك من كل نَرْدٍ شاردٍ .
نهدُك الأيمنُ ..
في المرآة .. يسارُ الحديقة ،
وأصابع قدميك
المقلوعةُ من الحذاءِ ..
مشرقةٌ على كتفيّ .
أطيعي كل نداء للجنونِ ..
أيقظي الخميرةَ في كل صوتٍ لا يقول .
أعديني حبيبتي إليّ
هنا الأمكنةُ مشحوذة الحسك
تردُّ العاشقَ عن موعده الطري .
بيننا متر من الأوهام
نُجيره من كل يقين
بيننا منفضة ..
نحلب فيها رمادَ الأقنعة
وبيننا
لا شئْ
نُمهله إلى حين .
وقتٌ لفرار الروح ،
لازدهار الصمت بالمعنى ..
ماذا حقاً .. بيننا ؟
نعناعٌ مورقٌ في الأكوابِ
وأغنيةٌ بعيدة ..
أنا عندي حنين …
………
لفرار الروح من شِراكها
لانبلاج الصوت
من حزن العيون .
يونيو 2005
الجمعة، 8 مايو 2009
الخميس، 7 مايو 2009
سالم العوكلي ــــــــــــ اللوحة للفنانة ظلال غزلان
هنري ميللر
يقول هنري ميلر في لقاء معه : أتمنى هذه الأيام إعادة قراءة حياة غوته ، وقصة حبه الأخيرة ، أريد أن أعرف بماذا أحس ـ ذاك الرجل العظيم والأوروبي العظيم ـ عندما وقع في غرام فتاة صغيرة رفضته ، في حين كان العالم بأسره يعتبره إلهاً .
رينيه دو مونترلان صاحب خماسية الصبايا والتي قرأتها بشغف في الثمانينات ، عرفت فيما بعد كيف أنتهت حياته ، رجل كان معبوداً للنساء للدرجة التي كان يملي شروطاً غريبة على من يراسلنه طلباً لقضاء ليلة واحدة معهن ، وعندما طاردته فتاة بعد أن تركت الكنيسة من أجل ليلة واحدة تقضيها معه ، قال لها من أرغب فيها يجب أن تكون : شقراء ، وطويلة ، ومكتنزة الوسط ، وغير مثقفة .. الخ ، وانت للأسف لا تملكين أياً من هذه المواصفات ، ويتحدث في الجزء الأخير من خماسيته عن رفيقته المغربية خديجة المصابة بالجذام ويعتبرها أفضل علاقاته على الإطلاق لأنها كانت تضاجعه دون أن تناقشه عن كتبه ، أو بالأحرى دون أن تعرف أنه كاتب .. هذا الرجل بعد أن بلغ الستينات تعثر في الشارع وسقط ، فضحكت فتاة جميلة كانت تمر بقربه ، ومن لحظتها عرف أن حياته يجب أن تتوقف ، فابتاع مسدساً وتابوتاً ، رقد في التابوت وأطلق عياراً على رأسه بعد أن ترك ورقة صغيرة حول الحادثة ،
هنري ميللر ـ الذي أحب في بداية مراهقته امرأة تكبره بخمس عشرة سنة ، وهو الحب الذي يسميه شفقة : (إنها تجربة حب باعثة على الرثاء لأنها تقوم على الرأفة ولم أكن قادراً على فراقها وذلك رأفة بها ، لا أريد تحطيمها وكل هذا بالنتيجة سيء جداً) ولاحقاً كما يقول كانت نساؤه أصغر منه سناً ـ يتمنى أن يعرف إحساس رجل عظيم رفضته فتاة صغيرة .. لا أعرف إن كان إحساسه مثل زوربا الذي يستمتع بالعلاقات حتى وإن كانت تقوم خارج جسده ، أو مثل فتحي الشويهدي الذي ترى بريق الفرح في عينيه عندما يحدثه آخر عن مغامرة جسدية ، وكأنك تحدث بدوياً عن سقوط أمطار حتى وإن كانت في أرض بعيدة عنه ، أم كان إحساس غوته مثل الطغاة الذين اعتقدُ أن طغيانهم متأتي عن حالات رفض مثل هذه ، هنري ميلر يبدو أنه لم يختبر مثل هذا الشعور ، لذلك أحب أن يقرأه في تجربة عظيم آخر أحس للحظة بأنه جدير بأن يحصل على كل شئ ، كانت ألوهيته تتأتى من منجزه الإبداعي المرتبط بالخلق ، لكن ثمة ألوهية أكثر رهبة وسمواً تنبع من كونك قادراً على أن تحب وبعمق في أي سن من عمرك، حتى وإن كان هذا الحب من طرف واحد ، عندما تحاصر امرأة تعتقد أنها وحيدة بلسانك المعسول وكل ما وهبتك البلاغة والشعر والتجربة ، وترد عليك بهدوء : أنت مثل أخي ، عليك أن تكتشف في هذه الهزيمة أشياء لا تقدر بثمن ، ولا تقارن بهزة سرير، ثمة دائما افتراضات خاطئة يجب أن تصفعك على وجهك ، ويقين يلوي في يدك مثل سلك نحاسي ، كان من البديهي والمنطقي والمسلم به أن تستجيب تلك الفتاة الصغير النكرة لرغبة غوته وتدخل التاريخ ، لكن المنطق يضرب في الصميم ، لأن الفتاة من الممكن أن تعبد غوته دون أن تعطيه روحها ، الروح ملكية خاصة ومنحها حتى للإله يعني فقدانها ، علينا أن نحاصرها داخلنا لننعش بها الجسد ، ونحفر فيها أوهامنا المبجلة . أحب هنري ميلر أن يعرف إحساس غوته ، لكن أحب أنا أن أعرف إحساس تلك الفتاة ، فأحاسيس غوتة نابعة من التاريخ والهالة والسلطة . نحن كثير اً ما نأسف دائماً لزواج غير متوازن ونرجعه لأصله المرضي ، عقدة إلكترا ، أو عقدة أوديب .. يبدو أن الحياة علمتنا التوازن ، والعلاقات المنطقية بشكل يجعلنا نعتبر كل ما ينتهكها مرضاً .. عقدنا مرة ندوة على هامش إحدى المهرجانات ، مجموعة من الكتاب الليبيين والعرب ، وكان المحور الأساسي ؛ أن يحدثنا كل شخص عن تجربته الجنسية الأولى ، وتسعون في المائة من التجارب كانت اغتصاباً في بداية الصبا من نساء ناضجات ، هل يرجع ذلك لضغط مجتمعات الكبت ، أم لعقدة أوديب مقلوبة ، أم للجو الآمن الذي يحيط بهذا الطقس بالنسبة للنساء ، أم لطقس أمومي يختبر نكهة اللذة المحرمة .. ما أعرفه أن التوازن والمنطق يضرب في صميمه ، وأن تجاربنا الأولى لا تخلو من الجنون الذي نستقبله بدهشة يشوبها الخوف .
رينيه دو مونترلان صاحب خماسية الصبايا والتي قرأتها بشغف في الثمانينات ، عرفت فيما بعد كيف أنتهت حياته ، رجل كان معبوداً للنساء للدرجة التي كان يملي شروطاً غريبة على من يراسلنه طلباً لقضاء ليلة واحدة معهن ، وعندما طاردته فتاة بعد أن تركت الكنيسة من أجل ليلة واحدة تقضيها معه ، قال لها من أرغب فيها يجب أن تكون : شقراء ، وطويلة ، ومكتنزة الوسط ، وغير مثقفة .. الخ ، وانت للأسف لا تملكين أياً من هذه المواصفات ، ويتحدث في الجزء الأخير من خماسيته عن رفيقته المغربية خديجة المصابة بالجذام ويعتبرها أفضل علاقاته على الإطلاق لأنها كانت تضاجعه دون أن تناقشه عن كتبه ، أو بالأحرى دون أن تعرف أنه كاتب .. هذا الرجل بعد أن بلغ الستينات تعثر في الشارع وسقط ، فضحكت فتاة جميلة كانت تمر بقربه ، ومن لحظتها عرف أن حياته يجب أن تتوقف ، فابتاع مسدساً وتابوتاً ، رقد في التابوت وأطلق عياراً على رأسه بعد أن ترك ورقة صغيرة حول الحادثة ،
هنري ميللر ـ الذي أحب في بداية مراهقته امرأة تكبره بخمس عشرة سنة ، وهو الحب الذي يسميه شفقة : (إنها تجربة حب باعثة على الرثاء لأنها تقوم على الرأفة ولم أكن قادراً على فراقها وذلك رأفة بها ، لا أريد تحطيمها وكل هذا بالنتيجة سيء جداً) ولاحقاً كما يقول كانت نساؤه أصغر منه سناً ـ يتمنى أن يعرف إحساس رجل عظيم رفضته فتاة صغيرة .. لا أعرف إن كان إحساسه مثل زوربا الذي يستمتع بالعلاقات حتى وإن كانت تقوم خارج جسده ، أو مثل فتحي الشويهدي الذي ترى بريق الفرح في عينيه عندما يحدثه آخر عن مغامرة جسدية ، وكأنك تحدث بدوياً عن سقوط أمطار حتى وإن كانت في أرض بعيدة عنه ، أم كان إحساس غوته مثل الطغاة الذين اعتقدُ أن طغيانهم متأتي عن حالات رفض مثل هذه ، هنري ميلر يبدو أنه لم يختبر مثل هذا الشعور ، لذلك أحب أن يقرأه في تجربة عظيم آخر أحس للحظة بأنه جدير بأن يحصل على كل شئ ، كانت ألوهيته تتأتى من منجزه الإبداعي المرتبط بالخلق ، لكن ثمة ألوهية أكثر رهبة وسمواً تنبع من كونك قادراً على أن تحب وبعمق في أي سن من عمرك، حتى وإن كان هذا الحب من طرف واحد ، عندما تحاصر امرأة تعتقد أنها وحيدة بلسانك المعسول وكل ما وهبتك البلاغة والشعر والتجربة ، وترد عليك بهدوء : أنت مثل أخي ، عليك أن تكتشف في هذه الهزيمة أشياء لا تقدر بثمن ، ولا تقارن بهزة سرير، ثمة دائما افتراضات خاطئة يجب أن تصفعك على وجهك ، ويقين يلوي في يدك مثل سلك نحاسي ، كان من البديهي والمنطقي والمسلم به أن تستجيب تلك الفتاة الصغير النكرة لرغبة غوته وتدخل التاريخ ، لكن المنطق يضرب في الصميم ، لأن الفتاة من الممكن أن تعبد غوته دون أن تعطيه روحها ، الروح ملكية خاصة ومنحها حتى للإله يعني فقدانها ، علينا أن نحاصرها داخلنا لننعش بها الجسد ، ونحفر فيها أوهامنا المبجلة . أحب هنري ميلر أن يعرف إحساس غوته ، لكن أحب أنا أن أعرف إحساس تلك الفتاة ، فأحاسيس غوتة نابعة من التاريخ والهالة والسلطة . نحن كثير اً ما نأسف دائماً لزواج غير متوازن ونرجعه لأصله المرضي ، عقدة إلكترا ، أو عقدة أوديب .. يبدو أن الحياة علمتنا التوازن ، والعلاقات المنطقية بشكل يجعلنا نعتبر كل ما ينتهكها مرضاً .. عقدنا مرة ندوة على هامش إحدى المهرجانات ، مجموعة من الكتاب الليبيين والعرب ، وكان المحور الأساسي ؛ أن يحدثنا كل شخص عن تجربته الجنسية الأولى ، وتسعون في المائة من التجارب كانت اغتصاباً في بداية الصبا من نساء ناضجات ، هل يرجع ذلك لضغط مجتمعات الكبت ، أم لعقدة أوديب مقلوبة ، أم للجو الآمن الذي يحيط بهذا الطقس بالنسبة للنساء ، أم لطقس أمومي يختبر نكهة اللذة المحرمة .. ما أعرفه أن التوازن والمنطق يضرب في صميمه ، وأن تجاربنا الأولى لا تخلو من الجنون الذي نستقبله بدهشة يشوبها الخوف .
الاثنين، 4 مايو 2009
عزف التجربة
اللوحة للفنانة : دلال حسن ترحيني
تلهمني الشمس حين تشرق :
أن أقول ما أفكر فيه ،
ولا أفكر في ما أقول .
أن أشعل لفافتي الأخيرة ..
قرب آنية السمك .
أن أعشق الأنبياء ..
لأنهم اقترحوا
شعر السماء
يلهمني الليل ..
حين يتسرب تحت الثياب
أن أسكن ..
في ضحكة امرأة ..
لا توصد الباب في وجه أحد ،
أن أمر من كأس الخمر ..
إلى أسرار الرفاق ،
وأكذب ..
ليغدو الأصدقاء ..
أكثر قربا.
أن أسرف في ولعي بالجسد ..
المصغي لعزف التجربة،
وأضيء كل مساء بموعد.
يلهمني المصعد الضيق ..
أن أتنفس ..
في عنق امرأة .. لا أعرفها،
وألمح في المرآة
عطر النزوات العجلى .
أن أتأمل ..
نور الأبواب ..
تُفتح دون أن نطرقها
تلهمني الأوراق اليابسة ..
أن أسأل ..
غير مأخوذ بإجابة ،
وأن أمشي ..
في هذه الأرض مرحا
تلهمني الحديقة ..
أن أكوي القميص الرخيص
والمؤشر صوب الحرير
وأن أغرق في شبر أنثى.
تلهمني الحرباء
أن أشرب..
العشب بقدميّ
يلهمني اللون الأسود
أن أمتص ..
قوس قزح .
تلهمني الشمس حين تشرق :
أن أقول ما أفكر فيه ،
ولا أفكر في ما أقول .
أن أشعل لفافتي الأخيرة ..
قرب آنية السمك .
أن أعشق الأنبياء ..
لأنهم اقترحوا
شعر السماء
يلهمني الليل ..
حين يتسرب تحت الثياب
أن أسكن ..
في ضحكة امرأة ..
لا توصد الباب في وجه أحد ،
أن أمر من كأس الخمر ..
إلى أسرار الرفاق ،
وأكذب ..
ليغدو الأصدقاء ..
أكثر قربا.
أن أسرف في ولعي بالجسد ..
المصغي لعزف التجربة،
وأضيء كل مساء بموعد.
يلهمني المصعد الضيق ..
أن أتنفس ..
في عنق امرأة .. لا أعرفها،
وألمح في المرآة
عطر النزوات العجلى .
أن أتأمل ..
نور الأبواب ..
تُفتح دون أن نطرقها
تلهمني الأوراق اليابسة ..
أن أسأل ..
غير مأخوذ بإجابة ،
وأن أمشي ..
في هذه الأرض مرحا
تلهمني الحديقة ..
أن أكوي القميص الرخيص
والمؤشر صوب الحرير
وأن أغرق في شبر أنثى.
تلهمني الحرباء
أن أشرب..
العشب بقدميّ
يلهمني اللون الأسود
أن أمتص ..
قوس قزح .
الأحد، 3 مايو 2009
ما الذي يضحك فينا؟
اللوحة للفنانة زهرة المتروك
في خدمةِ كل وهم
يكتبني
أردُّ السلامَ على العابرينْ
واكتفي بوقتٍ قليلٍ
لاقترافِ السؤال
ما الذي يَضْحَكُ فينا ونعبرُه
ما الذي يَرقصُ في النافذةِ المقابلة
مَرَحِي الكثيرُ
مسكونٌ بخوفِ أصدقائي السُّكارى.
من أين تأتي كلُّ هذه الأشباحِ
إلى قعدتنا؟
وكيف تضئُ النكتةُ أرواحَنا
ثم ننطفئُ ؟
أُمجِّد النظرةَ
التي تقاومُ وَهَجَ المعاني..
أتَصَدَّقُ بدمي لأجسادٍ لا أعرفُها
وأنكُثُ بأوهامٍ
تدربْتُ على مشيتها في مُسْتهلِّ الحبرِ.
أنا هنا أترصَّدُ رَبْوَها
تلك التي أينعتْ في غيبتي ..
مشرعٌ لكل
عطلةٍ تمنحني للفِراشْ
لكل مَقْلَبٍ
يبذرُ الضَّحِكَ في وجوهِ الرفاقِ .
تربيتي جيدةْ ..
وأسراري مهدرةٌ في كل سَكْرةْ ..
مفكرتي مليئة بالأرقام المرفوعةِ عن الخدمةْ ..
غيرُ لائقٍ للخدمة الوطنية
وشبابي قضيتُه في لَعِبِ الورق .
متعَبٌ
لكني أريدُ لهذا الوجهِ
أخاديدَ بلا شوك ،
ولهذا الرأسِ مَنْجَمَ كُحْلٍ
وأريد لبنتي الوحيدةْ
أن تشربَ الموسيقى مع الإفطار .
ضوءٌ صغيرٌ
في آخر القلبِ
لكنه يكفي للتمعنْ
….
…
أنا هنا
لكني هناكْ
انتظرُ مجيءَ الأولادِ
لألعبْ
يكتبني
أردُّ السلامَ على العابرينْ
واكتفي بوقتٍ قليلٍ
لاقترافِ السؤال
ما الذي يَضْحَكُ فينا ونعبرُه
ما الذي يَرقصُ في النافذةِ المقابلة
مَرَحِي الكثيرُ
مسكونٌ بخوفِ أصدقائي السُّكارى.
من أين تأتي كلُّ هذه الأشباحِ
إلى قعدتنا؟
وكيف تضئُ النكتةُ أرواحَنا
ثم ننطفئُ ؟
أُمجِّد النظرةَ
التي تقاومُ وَهَجَ المعاني..
أتَصَدَّقُ بدمي لأجسادٍ لا أعرفُها
وأنكُثُ بأوهامٍ
تدربْتُ على مشيتها في مُسْتهلِّ الحبرِ.
أنا هنا أترصَّدُ رَبْوَها
تلك التي أينعتْ في غيبتي ..
مشرعٌ لكل
عطلةٍ تمنحني للفِراشْ
لكل مَقْلَبٍ
يبذرُ الضَّحِكَ في وجوهِ الرفاقِ .
تربيتي جيدةْ ..
وأسراري مهدرةٌ في كل سَكْرةْ ..
مفكرتي مليئة بالأرقام المرفوعةِ عن الخدمةْ ..
غيرُ لائقٍ للخدمة الوطنية
وشبابي قضيتُه في لَعِبِ الورق .
متعَبٌ
لكني أريدُ لهذا الوجهِ
أخاديدَ بلا شوك ،
ولهذا الرأسِ مَنْجَمَ كُحْلٍ
وأريد لبنتي الوحيدةْ
أن تشربَ الموسيقى مع الإفطار .
ضوءٌ صغيرٌ
في آخر القلبِ
لكنه يكفي للتمعنْ
….
…
أنا هنا
لكني هناكْ
انتظرُ مجيءَ الأولادِ
لألعبْ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)