الجمعة، 24 أبريل 2009

ليل درنة





الليل ….
ليل درنة
معطف للقلب الموارب
غابة تنحني فيها قامة الخوف قليلا
في كنف العتمة
نختلس الحياة
ونبني ..
سرو الضحك
خلف الأبواب المغلقة
الموسيقى ….
تخفت في مغزل العاشق
كي لا توقظ الجيران
خمر ليمونها الشفشي
تتنزه بين الشفاه
والنعناع مرابط على تخوم السهر
البنادير ترجف
في ضباب البخور
على ضاحية الكيف
تسلق صمت المعابد القديمة
الليل
ليل درنة
رطب … وغوير
يشخر على كتف الباطن
مقلوباً في جلده ..
يضئ أرق التبغ في أكشاكه الساهرة
ويشرب من عيون الدرناويات
لونه العتيق

بناته يهمسن في الهواتف
خزين الروح المراقة على برد الجدار
……
شرفات .. يمضغ الملح معدنها
وأقدام تترنح في شقوق الظلام
ظلال تستطيــــل
على ضوء عربات الشرطة
وتجهش بمائها ..
المسلوخ من عواء البحر

ليل درنة
ضيق على أحلام المراهقات
تعبر بطيئةً
رصيفه المزدحم بالعيون
تشاكسه ثقوب الضوء
في البيوت القديمة
صخب الرفاق
النابحين في هويد الليل أشباحهم
مِسْكُهُ
يتنفس تحت النوافذ ،
والأقراط .. تهبط بهدوء
تحت ضوء الوناسات الحميم
درنة غزيرة الروح ..
وذائبة كالسكر في شفاه التين
ليلها اللايكفي لرقصة أخرى
بابٌ توصده ..
على ثياب النهار
وتخفق بشَعرها الأسود
برد الحوش
مزماراً
يسكر الخصر الثري
وصلاةً
للمطر العنيد .

ليست هناك تعليقات: